التسويق السياسي في البرامج الحوارية للفضائيات الموجهة دراسة تحليلية في برنامج "بالعراقي" في قناة الحرة عراق للمدة من 1 آيار لغاية 1 تشرين أول 2019
الملخص
شهدت السنوات الأخيرة توظيف كبير للبرامج الحوارية التلفزيونية في التسويق السياسي وفي الترويج للأفكار الثقافية ذات البعد السياسي، فضلا عن الأفكار السياسية المعرفية، وبدلا من استخدام الاعلانات المباشرة؛ راحت القوى السياسية تبحث عن الظهور في البرامج الحوارية لبث رسائل محددة تتعلق بأيديولوجيتها، بالتنسيق مع منتجي هذه البرامج لغرض شراء مساحات مكانية وزمانية فيها لعرض تلك الأفكار، والسبب كما يفسرها الباحثون بأن الحوار قد اخذ مساحات مكانية وزمانية واسعة في القنوات الفضائية العربية منطلقين من مبدأ يؤكد على ان أساس التفاعل الإنساني قد ارتكز بالأصل على الحوار، فضلا عن إدراك القوى السياسية لأهمية الحوار في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتأثيرها الفعال في الجمهور ، وأصبح مقدمو تلك البرامج من المشاهير بسبب الاهتمام السياسي، والبحث يتناول برنامج حواري سياسي في قناة الحرة عراق بعنوان (بالعراقي) وهو يقدم مناظرة أسبوعية حول السياسة الأميركية الخارجية في العراق والشرق الأوسط، ويتناول قضايا الساعة التي تهم العراقيين ويناقش الحدث اليومي بمختلف أبعاده ويقدم نظرة تحليلية معمقة وشفافة ومتوازنة حول كل ما يحدث على الساحة العراقية.
وقد توصل البحث إلى نتائج أهمها ؛ أن البرنامج يحرص على الترويج والتسويق للأفكار السياسية الأمريكية التي تؤمن بها القناة ولا يوجد تسويق لشخصية سياسية معينة كالرئيس او أي مسؤول آخر، كما أن القائمين على التسويق السياسي في قناة الحرة عراق من معدي البرامج الحوارية يحرصون على صناعة منتج سياسي يتعلق بالعراق وبالمنطقة العربية، ممكن أن يكون له مركز تحالف مع أمريكا وله دور في صناعة القرار السياسي الأمريكي الخاص بالعراق.